في هذا الكون الواسع، لا شيء يبقى على حاله. كل شيء حولنا يتغير، يتبدل، ويتحول إلى ذكرى. كلمة "غير باقٍ" ليست مجرد عبارة تصف زوال الأشياء، بل هي حقيقة عميقة تجبرنا على التأمل في طبيعة الحياة ذاتها. غيرباقٍرحلةفيعالمالزوالوالفناء
لماذا لا يبقى شيء؟
منذ بدء الخليقة، والقاعدة الأساسية هي التغيير. النجوم تولد وتموت، الجبال تتآكل ببطء، وحتى أعتى الحضارات تزول مع مرور الزمن. هذا القانون الكوني لا يستثني أحدًا؛ فكلنا في النهاية غير باقين. لكن هل هذا سبب للحزن؟ أم أنه دافع لنعيش كل لحظة كما لو كانت الأخيرة؟
الفن والفلسفة في فكرة "غير باقٍ"
لطالما ألهمت فكرة الزوال الفنانين والفلاسفة عبر العصور. في الشعر العربي القديم، نجد أبياتًا كثيرة تتغنى بالديار البائدة وأطلال الحب الذابل. أما في الفن الحديث، فكثير من الأعمال التركيبية مصممة لتختفي مع الوقت، كتذكير بصري بأن الجمال نفسه غير باقٍ.
كيف نتعامل مع حقيقة الزوال؟
- تقبل التغيير: عندما ندرك أن كل شيء مؤقت، يصبح من الأسهل تقبل تحولات الحياة.
- التركيز على الجوهر: إذا كانت المادة غير باقية، فما الذي يستحق أن نستثمر فيه حقًا؟ العلاقات؟ القيم؟ الإنجازات المعنوية؟
- العيش بالحاضر: الماضي ذهب، والمستقبل غير مضمون، فلماذا لا نعطي الحاضر كل اهتمامنا؟
الخاتمة: غير باقٍ... لكن أثره يبقى
نعم، نحن غير باقين، لكن هذا لا يعني أن وجودنا عديم القيمة. مثل الزهرة التي تسقط أوراقها لكنها تترك بذورًا تنمو من جديد، يمكننا نحن أيضًا أن نترك أثرًا يستمر حتى بعد رحيلنا. ربما تكون هذه هي الحكمة الأكبر من مفهوم "غير باقٍ": أن نعيش بحيث يصبح زوالنا مجرد تحول في شكل التأثير الذي نتركه في العالم.
فهل نستطيع أن نجعل من فناءنا بداية لشيء جديد؟ الإجابة بين يديك.
غيرباقٍرحلةفيعالمالزوالوالفناء