"وَمَالِيَلَاأَعْبُدُالَّذِيفَطَرَنِيوَإِلَيْهِتُرْجَعُونَ"(يس:22)-هذهالآيةالكريمةتطرحسؤالاًوجودياًعميقاًيجيبعنسرالعلاقةبينالخالقوالمخلوق.فماالحكمةمنالعبادة؟ولماذاجعلهااللهغايةوجودنا؟وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيحكمةالعبادةوغايتها
حكمةالفطرةوالعبادة
خلقاللهالإنسانعلىفطرةالتوحيد،وجعلفيقلبهميلاًفطرياًللعبادة.يقولتعالى:"فَأَقِمْوَجْهَكَلِلدِّينِحَنِيفًافِطْرَةَاللَّهِالَّتِيفَطَرَالنَّاسَعَلَيْهَا"(الروم:30).فالسؤال"وماليلاأعبدالذيفطرني"يعكسهذاالمنطقالفطري:كيفأتنكرلمنوهبنيالوجود؟
العبادةليستمجردطقوس،بلهيعلاقةشكربينالعبدوربه.فالله-عزوجل-لميخلقنالحاجةمنه،بللحكمةعظيمة،وهيعبادتهوتوحيده.
العبادة:طريقالكمالالإنساني
عندمايعبدالإنسانربه،فإنهيرقىبنفسهمنحضيضالماديةإلىسماواتالروحانية.الصلاة،والصوم،والزكاة،والحج-كلهاوسائللتزكيةالنفسوتربيتهاعلىالقيمالسامية.
بلإنالعبادةتشملكلتصرفاتالإنسانإذاقصدبهاوجهالله.العمللطلبالرزقعبادة،وبرالوالدينعبادة،وحتىالابتسامةفيوجهأخيكصدقة.بهذاالمفهومالشامل،تصبحالحياةكلهاعبادة.
وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيحكمةالعبادةوغايتهالماذانعصيمنخلقنا؟
المفارقةالعجيبةأنالإنسانقدينسىربهمعتدفقالنعم!يقولتعالى:"وَإِذَامَسَّالْإِنْسَانَالضُّرُّدَعَانَالِجَنْبِهِأَوْقَاعِدًاأَوْقَائِمًافَلَمَّاكَشَفْنَاعَنْهُضُرَّهُمَرَّكَأَنْلَمْيَدْعُنَاإِلَىٰضُرٍّمَسَّهُ"(يونس:12).
وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيحكمةالعبادةوغايتهافالآية"وماليلاأعبدالذيفطرني"تذكرنابهذاالتناقضالبشري،وتوقظفيناالفطرةالنائمة.
وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيحكمةالعبادةوغايتهاالخاتمة:العبادةحياةالقلب
فيزمنالمشتتات،حيثتغرقالبشريةفيالماديات،تبقىالعبادةهيالمنقذالوحيدللقلبالحي.فكماأنالجسديموتبلاطعام،فإنالروحتموتبلاعبادة.
وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيحكمةالعبادةوغايتهافلنستحضردائماًهذاالسؤالالإلهي:"وماليلاأعبدالذيفطرني"،ولنجعلحياتناكلهالله،فنفوزفيالدنياوالآخرة.
وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيحكمةالعبادةوغايتها"وَمَاخَلَقْتُالْجِنَّوَالْإِنْسَإِلَّالِيَعْبُدُونِ"(الذاريات:56)
وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيحكمةالعبادةوغايتها"وَمَالِيَلَاأَعْبُدُالَّذِيفَطَرَنِيوَإِلَيْهِتُرْجَعُونَ"(يس:22)-هذهالآيةالكريمةتطرحسؤالاًوجودياًعميقاًيدعوالإنسانإلىالتأملفيحقيقةعبوديتهللخالقعزوجل.فماالذييمنعالإنسانمنعبادةمنأوجدهمنالعدم؟وماهيالحكمةمنالعبادةفيالإسلام؟
وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيحكمةالعبادةوغايتهامعنىالآيةوتفسيرها
تأتيهذهالآيةفيسياقحواربينرسولاللهصلىاللهعليهوسلموأحدالمشركينالذيأنكرالبعثوالعبادة.فجاءالردالإلهيقوياً:"وماليلاأعبدالذيفطرني"أيماالعذرالذييمنعنيمنعبادةخالقيالذيمنحنيالحياةوالوجود؟إنهادعوةإلىالفطرةالسليمةالتيتدركأنالخلقيستلزمالعبادة،وأنالمنعميستحقالشكر.
وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيحكمةالعبادةوغايتهاالعبادة:غايةالخلقورسالةالإنسان
لقدخلقاللهالإنسانلغايةعظيمة،وهيعبادتهوتوحيده،كماقالتعالى:"وَمَاخَلَقْتُالْجِنَّوَالْإِنسَإِلَّالِيَعْبُدُونِ"(الذاريات:56).فالعبادةليستمجردطقوس،بلهيمنهجحياةيشملكلتصرفاتالإنسانعندماتكونخالصةلله.فالصلاة،والصيام،والزكاة،وحتىالأخلاقوالمعاملاتتكونعبادةإذانوىبهاالمسلمالتقربإلىالله.
وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيحكمةالعبادةوغايتهالماذايبتعدالبعضعنالعبادة؟
رغموضوحالحكمةمنالعبادة،نجدبعضالناسيتساءلون:لماذانعبدالله؟والجوابيكمنفيعدةأسباب:
1.الجهلبحقيقةالوجود:فمنلميعرفربه،كيفيعبده؟
2.الانشغالبالدنيا:عندماتغرقالنفسفيالملذات،تنسىالغايةمنخلقها.
3.التقليدالأعمى:بعضالناسيتبعونآباءهمفيالضلالدونتفكير.
4.الكِبْروالعناد:كماكانحالإبليسعندماامتنععنالسجودلآدمتكبراً.
كيفنستعيدحلاوةالعبادة؟
- التفكرفينعمالله:تذكرالنعميولدالشكر،والشكريزيدالإيمان.
- المحافظةعلىالصلاة:فهيالصلةبينالعبدوربه.
- قراءةالقرآنبتدبر:كلاماللهيزيدالقلبإيماناً.
- مجالسةالصالحين:فالرفقةالصالحةتعينعلىالطاعة.
الخاتمة:العبادةطريقالسعادة
إنالعبادةليستتكليفاًشاقاً،بلهيشرفٌللمؤمن،لأنهاتذكرهبربهوتصلقلبهبخالقه.فإذاأدركالإنسانأناللههوالذيمنحهالحياةوالرزقوالصحة،فكيفيمنعهشيءعنعبادته؟"وماليلاأعبدالذيفطرني"يجبأنتكونشعاركلمؤمن،ليعيشحياةمطمئنةبقربربه.
وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيحكمةالعبادةوغايتهافليكنسؤالنااليوم:ماالذييمنعناحقاًمنعبادةاللهحقعبادته؟فلنعِشْهذهالآيةفيقلوبنا،ولنجعلالعبادةنوراًيهدينافيالدنياوالآخرة.
وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيحكمةالعبادةوغايتها