يُعتبر ملعب أنفيلد (Anfield) واحدًا من أكثر الملاعب شهرةً وتاريخًا في عالم كرة القدم، ليس فقط في إنجلترا بل على مستوى العالم. هذا الملعب العريق هو موطن نادي ليفربول الإنجليزي، أحد أعرق الأندية في التاريخ، حيث شهد لحظات مجيدة، ومواجهات أسطورية، وأجواءً لا تُنسى جعلته مقصدًا لعشاق الساحرة المستديرة من كل مكان.
تاريخ أنفيلد: من بدايات متواضعة إلى أيقونة عالمية
بُني ملعب أنفيلد في عام 1884، وكان في الأصل ملعبًا لنادي إيفرتون قبل أن ينتقل النادي إلى جوديسون بارك بسبب خلافات مع مالك الأرض. ومنذ ذلك الحين، أصبح أنفيلد مقرًا لنادي ليفربول الذي تأسس عام 1892. على مر السنين، خضع الملعب للعديد من التوسعات والتجديدات لاستيعاب الجماهير المتزايدة ومواكبة تطورات كرة القدم الحديثة.
يتميز أنفيلد بكونه ملعبًا ذا طابع خاص، حيث يجمع بين الأصالة والحداثة. تبلغ سعته الحالية حوالي 54,اسمملعبليفربولالإنجليزيأنفيلدمعقلتاريخييعانقالمجد074 متفرجًا بعد التوسعة الأخيرة للمدرج الرئيسي، مما يجعله أحد أكبر الملاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز.
"هذا أنفيلد!".. أسطورة المدرجات والجماهير
لا يمكن الحديث عن أنفيلد دون ذكر جماهير ليفربول العاشقة، التي تُشكل عاملاً رئيسيًا في قوة الفريق داخل أرضه. أشهر أقسام الملعب هو "مدرج كوب" (The Kop)، الذي يُعد قلب أنفيلد النابض، حيث يقف أكثر المشجعين حماسًا لخلق أجواء ساحرة ترهب المنافسين.
عُرف أنفيلد دائمًا بصعوبة تحقيق الانتصارات فيه بالنسبة للفرق الزائرة، وذلك بفضل الدعم الجماهيري الهائل الذي يحظى به ليفربول. أغنية "You'll Never Walk Alone" التي تُردد قبل كل مباراة أصبحت جزءًا من هوية النادي والملعب، مما يضفي طابعًا روحانيًا فريدًا على المكان.
لحظات خالدة في تاريخ أنفيلد
شهد أنفيلد العديد من اللحظات التاريخية التي سجلت اسمها بحروف من ذهب في سجلات كرة القدم، منها:
- "معجزة أنفيلد" ضد برشلونة (2019): حيث قلب ليفربول تأخره بثلاثة أهداف في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال ليفوز 4-0 في الإياب ويتأهل للنهائي.
- التتويج بالدوري الإنجليزي (2020): بعد غياب 30 عامًا، احتفل ليفربول بلقب الدوري على أرض أنفيلد في موسم لا يُنسى.
- مباريات أوروبية أسطورية: مثل فوز ليفربول على سانت إتيان (1977) وتشيلسي (2005) في مناسبات تاريخية.
أنفيلد في العصر الحديث
اليوم، لا يزال أنفيلد يحتفظ بسحره رغم التحديثات الكبيرة التي شملت البنية التحتية والمرافق. يُعتبر الملعب نموذجًا للتمازج بين التراث والحداثة، حيث يوفر تجربة رائعة للجماهير مع الحفاظ على الروح التاريخية التي تميزه.
ختامًا، أنفيلد ليس مجرد ملعب، بل هو رمز للعزيمة، والشغف، والتاريخ العريق. إنه المكان الذي يحكي قصص الأبطال، ويلهم الأجيال، ويظل دائمًا قلعةً منيعةً يحرسها أنصار ليفربول الأوفياء.